وقفة تدبرية:
الآية:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ
اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ
اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ
أَلِيمٌ)
المعنى :
يخاطب الله تعالى المؤمنين بأسلوب التأكيد
بأنه سيختبرهم بإرسال شيء من صيد البر: حيوانات وأنعام.. يسهل عليهم أخذ بعضه بأيديهم
وبعضه برماحهم، والغاية: (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ).
التدبر:
فكما اختبر الله تعالى المحرمين في الحج
بصيد البر، رغم حاجتهم إليه، وسهولة الحصول عليه: تناله أيديكم ورماحكم، اختبر المسلمين
في بلدانهم اليوم بصور من الحرام، بات الوصول إليها ميسورا، لا يتطلب كثير عناء، ولا
موفور غناء - بفتح الغين- بعضها يتعلق بالأعراض، وبعضها يتعلق بالأموال.. ليعلم الله
من يخافه بالغيب.
فالخشية الخشية شباب الإسلام، والثبات الثبات،
مهما انتشر العري، واشتدت الغواية، ورخصت الأعراض، فتلك علامة على صحة العقيدة، وصدق
الإيمان.
فليس من زهد في فتنة النساء او المال حيث يسهل الوقوع فيها والرتوع، كما
في زمننا ومجتمعنا اليوم، كمن فعل حال البعد والعسر. شتان بينهما!!
فأبشر يا من ثبت في زمن الفتنة بعظيم الثواب
وكريم الجزاء في دار البقاء.. اما الحرام الرخيص
فلا يعدو شراكا من شراكات دار الفناء!!
#إدريس أوهنا#
0 comments:
إرسال تعليق